2008-05-08 • فتوى رقم 29487
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أنا بنت ذات مستوى جامعي متحجبة وذات خلق، وكل من جاء لخطبتي عدل عن الفكرة، وكل له سببه فمنهم من رفض حجابي، ومنهم من رفض سني حيث إنه كان يريد أن يكون الفرق بيننا 10 سنوات، وليس أقل من ذلك، وهناك من كان يريدني للعمل في البلد الذي هو فيه، ولما لم يجد لي منصب عمل هناك عدل عن فكرة الزواج بي، مع أنني غنية ولا أحتاج للعمل لا في بلدي، ولا في بلد آخر، وأنا أجد أن كل هذه الأسباب ليست لها أي منطق، وليست هي الصفات التي أوصانا الله بها حيث إنه صلى الله غليه وسلم أوصانا بأربع صفات هي المال والجمال والحسب والدين، وقال فاظفر بذات الدين تربت يداك، وأنا والحمدلله متوفرة في كل هذه الصفات؟
أرجو تفسيرا من سيادتكم، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، لأنك ملتزمة كما ذكرت، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216).
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، والتضرع والدعاء إليه (لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة) ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربك ويهيء لك الزوج الصالح، الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة، وأن ينجب منك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.