2008-05-08 • فتوى رقم 29489
السلام عليكم
أملك مبلغا من المال في البوسطة، وعليها فوائد، هل هذه الفوائد حلال أم حرام مع العلم أني لا يوجد أحد يشغل لي هذه الأموال، ولا يوجد بنك إسلامي في المحافظة التي أسكن فيها، ولو كانت هذه الأموال حراما هل يمكن أن أعطيها لوالدتي للعلاج، أو لشراء شيء آخر، فماذا أفعل مع العلم أن هذه الأموال أنا في حاجة لها في تجهيز منزلي؟
اللهم اجعل هذا العمل في ميزان حسناتك، والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للمسلم أصلا أن يتعامل بالربا، فإذا تورط مرة واستحق بعض الفوائد، فعليه أن يسحب رأس ماله دون الفوائد عند كثير من الفقهاء، وهو ما أميل إلى ترجيحه.
وأجاز البعض له أن يسحب الفوائد ويصرفها للفقراء فوراً دون أن يستفيد منها بشيء لنفسه، ولا يؤجر على هذه الصدقة، بل هي كفارة لذنبه.
وعليه فليس لك الانتفاع بالفوائد الربوية في شيء، ففي الحديث:(( وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به)) رواه الترمذي وغيره، فإن لم تقبضي الفوائد الربوية فلا تقبضيها، أما إن قبضتيها فعليك أن تتخلصي منها بدفعها إلى الفقراء والمساكين لا طمعاً في الأجر والمثوبة لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقعت فيه، وتخلصاً من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى؛ لأن الحرام لا يتعدى الذمتين، ولك أن تعطيها لوالدتك إن كانت فقيرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.