2008-05-09 • فتوى رقم 29561
والدتنا تفرق فى المعاملة بيننا كأخوات فهى تميز واحدة بعينها علينا دون أسباب واضحة وحاولت معها تكرارا ان أوضح لها ضرر هذا الفعل بكل أدب ولكنها تتعلل بأن الوالدين أحيانا يفضلون ابن لديهم دون الاخرين وسيدنا يعقوب كان يحب يوسف أكثر من اخوته رغم أن شقيقتى هذه للاسف ليست فيها صفات تجعلها تعامل أفضل مننا ورغم ذلك أتعامل مع والدتى بكل بر واحترام ولكنى أخشى الموت وأنا غير مسامحاها على ما تفعله معنا فهل على ذنب؟وايضا شقيقتى هذه تحب شابا وأمى تبارك ذلك وحاولت أن أفهمها أن هذا سلوك غير اسلامى ولكنها لاتقتنع وتوافق أن تخرج مع هذا الشاب وان تحادثه هاتفيا دون علم والدى فهل اذا قلت له على ذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعدل بين الأولاد مطلوب في جميع الأحوال، فقد أخرج مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: اشهد أني قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي، فقال: (أكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟) قال: لا، قال:) فأشهد على هذا غيري)، ثم قال: (أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟) قال: بلى، قال: (فلا إذاً(.
لكن لا بأس بتفضيل بعض الأولاد على بعض أحياناً في العطايا إذا تفاضلت الحاجات، فاحتاج أحدهم إلى مال أكثر من غيره بسبب ظروف طارئة، كالمرض والفقر والتشوه، أو بسبب الصغر مثلا، فلا بأس بالمفاضلة بينهم كل منهم على قدر حاجته بدون حرمان الآخرين.
وإن وقع غير ذلك من الأبوين فليصبر الأولاد، وليبقوا على برهم بهما، ولهم أن ينبهوهم لذلك بأدب وحكمة، فعليك أن تستمري بنصح أمك بلطف ولين، مع دوام برها، بل ومسامحتها، ولك في ذلك الأجر إن شاء الله تعالى.
وعليك أن تستمري أيضا في نصح أمك وأختك بوجوب الامتناع عن ارتكاب المحرم من محادثة الشاب الأجنبي والخروج معه، أسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.