2008-05-10 • فتوى رقم 29569
السلام عليكم
من30 سنة تزوجت أمي برجل مسيحي، وهو أبي ولكنها جعلته مسلما وعلمته الدين الإسلامي، وحين بلغت 4 سنوات سافرنا إلى فرنسا، ومكثنا هناك 5 سنوات، في هذه السنوات قام أبي بخيانة أمي، وأنا التي رأيت الخيانة في عيني مع امرأة أجنبية، فقررت أمي أن تبتعد عن أبي فأبي كان يضرب أمي بوحشية حتى إنه حاول قتلها أمامي، وأدخلها مستشفى للمجانين لمدة يومين، وحاول الاستيلاء على مالها التي كانت تجنيه من عملها، هناك فقررت أمي الطلاق وأخذتني تهريبا إلى بلدنا الأم، وذلك لأن أبي كان يريد 10000$ مقابل أن يسمح لي بالذهاب مع أمي أي إنه يبيعني لها، وقام بطرد أخي من البيت وعمره كان 16 سنة، ولم يره وهو بقي في فرنسا إلى اليوم، وخلال 15 سنة لم يتعرف علي والدي وأنكرني، ولا أعرف حتى ملامحه فتركني وعمري 9 سنين، ولكني لا أتذكره، فهو كان شديد الغياب عن البيت في فرنسا، وبعد 15 سنة من فراقنا وطلاق أمي عاد أبي ليظهر، ويريد أن أسامحه، لم أقدر إلا أنني تظاهرت بذلك خوفا من غضب الله، وأصبح يتصل بي كل يوم وبدأ يتحدث عن حياته، وقال لي أنه يعيش مع امرأة فرنسية في الحرام، وبدأ يشرح لي "العلاقة الجنسية" التي تدور بينهم مع كلمات بذيئة جدا، ففوجئت، وقلت لزوجي وأمي فمنعني زوجي أن أتحدث معه بعد الآن، وبعدها واجهت أبي، وقلت له أنني لا أريد أن يحدثني عن أشياء بذيئة، فقال إنني معقدة، وأن هذا ليس عيبا بل تمدن، فاستمر بذلك حتى قررت أن أبتعد عنه، مع العلم أنه يقول لي أنه يشرب الخمر، ويعيش في الحرام، ويريد لأخي الأكبر أن يفعل مثله إلا أنه يرفض ذلك فهو يحقد على أبي لأنه غير متدين، مع أنه عاش في فرنسا إلا أنه متدين، فهل مقاطعتي لمثل هذا الأب حراما، أم أستمر بأخذ رضاه وسماع كلمات حرم الله قولها، ولكن أنا لا أحبه ولا اتيق سماع كلماته فالحمد لله أنا متدينة ومحجبة وأرتدي العباءة السوداء، أي انني لا أريد أن أغضب الله، فماذا أفعل: أأكلمه أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل لك مقاطعة والدك -على مافعله- لأن في ذلك قطعاً للرحم، بل عليك صلته وبره بما لا يترتب عليك ضرر معه، وبما لا معصية للخالق فيه.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبوين وإن كان كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) [لقمان:15].
وعليك أن لا تسمحي له بأن يحدثك في المحرمات، ولك أن تجعلي علاقتك به رسمية في حدودها الدنيا، مع نصحه وتذكيره بالله تعالى والدعاء له بالهداية،أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.