2008-05-11 • فتوى رقم 29596
السلام عليكم
جزاك الله خيراً، والله إنني أدعو لك بالصحة والعافية، وأن يرزقك الله من حيث لا تحتسب.
قد أرسلت لك من قبل في أنني أملك مبلغاً من المال في البنك، وأني قمت بسحبه ووضعت هذا المال في البوسطة بسبب سفري إلى بريطانيا، وتركت الدفتر مع أختي حتى تضع لي المال الخاص بي فيه، وقلت لها: لا تضعي الفوائد على المبلغ، ولكن وضعت الفوائد، وقالت لي: إنها وأمي سوف تأخذ هذه الفوائد، وقلت لها: إنها حرام، ولكن هي غير مقتنعة بذلك، ومصرة أنها تأخذ الفوائد هي وأمي.
فهل آخذ الذنب لأني أعطيهاهذه الفوائد، ولو رفضت إعطائهاالفوائد هي وأمى سوف يزعلوا مني، فماذا أفعل، خايفة آخذ ذنب بسبب ذلك، وأنا في نفس الوقت لا أريد أمي أن تغضب علي أو تزعل مني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكما ذكرت لك سابقاً في الفتوى رقم (9498) من أن استثمار المال في المؤسسة الربوية التي تعطي فوائد ربوية محرم شرعاً؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، وهو من كبائر الذنوب.
فعليك أولاً أن تبادري إلى سحب مالك وعدم استثماره بالربا، ولا يحل لك أن تتركيه في المؤسسة الربوية يستثمر فيها بحجة أنك ستتخلصي من الفوائد الربوية فيما بعد ذلك.
ثم تتخلصي من الفوائد الربوية السابقة إن قبضتها بدفعها إلى الفقراء والمساكين -ولك أن تعطيها لوالدتك وأختك إن كانا كذلك- لا طمعاً في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيبا، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقعت فيه، وتخلصا من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى؛ لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
وإن لم تقبضي الفوائد الربوية أصلاُ فلا تقبضيها؛ لأنه مال حرام لا يجوز قبضه لأي سبب من الأسباب.
ولك أن توظفي أموالك في البنوك الإسلامية، أو في شركات إسلامية، فإن الموارد التي تأتي منها حلال إن شاء الله تعالى.
وأتمنى لك التوفيق، والثبات على ما يرضي الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.