2008-05-13 • فتوى رقم 29668
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله: يا شيخ أنا أخت متزوجة والحمد لله، وأستعد للانتقال للعيش مع زوجي ببلده حتى الآن لازلت أعيش مع والدي وأخواتي الثلاثة, الحمد لله الذي قدر لي تحمل مسؤوليات البيت المادية، لي أخ متزوج أكبر مني وأخ آخر مقيم ببلد آخر، ويعمل هناك، لكن كلاهما ورغم طلبي المستمر لهما بالمساعدة في المصاريف لم يقوما بأي مجهود، إذا انتقلت لبلد زوجي لن أستطيع العمل هناك قبل أشهر والله أعلم، وبالتالي لن يكون هناك من يتحمل مصاريف بيت الأسرة، هل لي الحق في مقاطعة أخوي لما يتسببان به من مشاكل لي ولأخواتي ووالدهم، ولعدم سؤالهم عنا ولا مساعدتهم لنا، ولا حتى لوالدهم الذي يبلغ من العمر 73 سنة، مللت من كثرة الأعذار منهما، ومللت من حبي لهما رغم ما يفعلانه، وأخاف إن قاطعتهما أن يكون في ذلك قطع لصلة الرحم؟
أرجو النصيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
فعليك أن تستمري في نصيحة أخويك، وتذكيريهم بوجوب تحمل مسؤولياتهم، كل على قدر استطاعته، وليس لك أن تقاطعيهم، أسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.