2008-05-13 • فتوى رقم 29674
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أستفسر عن بعض الأسئلة الخاصة، ولكن أرجو ممن يجيب بإذن الله أن لا يحولني لمواقع بها إجابات لأسئلة آخرين، أو إجابات جاهزة لأني أجد كثيرا من الإجابات متضاربة وفقاً لفتاوى مختلفة، وغير دقيقة في أحيانٍ أخرى، فأود أن أتقي الله حق تقاته تعالى، وسامحوني عن الإطالة وجازكم الله كل خير...
1- ما هي كيفية الاستنجاء أو الخطوات بالضبط؟
2- ما هي كيفية التطهر أو خطواتها، فبعض الفتاوى تقول الوضوء قبل الغسل للبركة زاعمين أن هذه ما عمل به نبينا الكريم وأخرون الغسل ثم الوضوء؟
3-كيف يضمن المرء أنه قد استنجى جيداً، ففي بعض الحالات يجد أن هناك قطرات من البول المتأخرة تخرج من عضوه بعد الاستنجاء، فكيف يضمن أنه قد تخلص من النجاسة؟
4- ما هو حكم الوسوسة بعد الاستنجاء أو التطهر؟
5- وهل يمكن الاغتسال بعد العلاقة الجنسية مباشرة أم يجب الانتظار بعض الوقت؟
6- ما حكم أن يجد المرء قطرات المني تخرك من عضوه بعد اغتساله، فهل يعيد الاغتسال؟
7- ما حكم سماع القرآن الكريم دون الطهارة للرجل وللمرأة؟
8- ما حكم سماع القرآن أمام غير المسلمين؟
9- هل يجوز الاستمناء دون مشاهدة المحرمات عند اللظوم كما يقال للضرورة؟
10-ما هو السن الذي يسئل المرء عن صلاته "عند البلوغ" ولكن لا يذكر المرء هذا التاريخ، فهل هو الرابع عشر مثلاً؟
11- وإذا قصر العبد عن الصلاة حتى سن الرابعة وعشرون مثلاً، فهل يجب أن يصلي ما فاته أم أنه إذا استغفر وتاب وعمل عملاً صالحاً وواصل الصلاة دون تقصير بعد ذلك، فلا يسأل عن ما فاته من فرائض؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالاستنجاء يكون بتطهير مكان خروج النجاسة من جسم الإنسان بالماء، وذلك بعد قضاء الحاجة، والمهم هو زوال النجاسة عنه باي طريق كان، والمسح بالورق ثم الغسل بالماء الطاهر هو أفضل الطرق.
_ الغسل يغني عن الوضوء، فمن اغتسل للجنابة زالت به جنابته وعد متوضئا، ولا حاجة إلى الوضوء بعد الغسل، وإن كان من السنة أن يتوضأ الإنسان قبل الغسل، ولكنه ليس واجبا ولا شرطا في صحة الغسل، فإذا اغتسل الجنب جاز له أن يصلي بغسله من غير حاجة إلى الوضوء، إلا أن ينتقض وضوؤه بعد الغسل، فيجب عليه الوضوء ثانية.
_ إذا تأكدت من خروج البول بعد الاستنجاء، ولو نقطة واحدة، فقد انتقض الوضوء، وعليك إعادة الوضوء، وتطهير ما على الثياب والبدن منه.
_ الوسواس هو مرض يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
_ لامانع من الاغتسال بعد الجماع فورا إن توقف نزول المني.
_ إن نزلت منك هذه القطرات عن شهوة مع رعشة جنسية ودفق وانقضت بعده الشهوة، فهو المني، يجب الاغتسال بعده، ولا يكفي الوضوء.
وإن خرجت بدون ذلك فهي نجسة، يجب بها الوضوء فقط دون الاغتسال، وغسل مكان النجس من الثوب أو البدن.
_ لامانع من سماع القرآن دون وضوء للذكر والأنثى، والوضوء شرط للمس المصحف الشريف، وليس شرطاً لقراءة القرآن الكريم أو سماعه، فمن قرأ من حفظه لم يشترط له الوضوء، ولو توضأ لقراءة القرآن كان أفضل، ومن قرأ في المصحف فيشترط له الوضوء إذا أراد لمس المصحف.
_ لا مانع من سماع القرآن أمام غير المسلمين بشرط أن لا يعرق ذلك القرآن للإهانة منهم.
_ العادة السرية (الاستنماء) ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، ولو بدون مشاهدة المحرمات؛ لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني يجب الغسل، وإلا فلا.
وأفضل طريقةٍ للتخلص منها الصوم، ثم الزواج، وملء الوقت بأعمال مباحة مفيدة نافعة تأخذ الوقت كله، كالقراءة والمهنة، مع مراقبة الله تعالى وغض البصر عما حرم الله.
_ البلوغ للذكر يكون بالاحتلام الذي يخرج به المني في الليل أثناء النوم عند رؤية منام مثير للشهوة، وهو ماء أبيض ثخين يخرج عن شهوة دفقا، وتنطفئ الشهوة بخروجه، ويجب به الغسل، فإذا بلغ الولد الخامس عشرة من عمره ولم ير المني عد بالغاً بالسن حكماً، ومن بلغ بنزول المني قبل هذا السن، ثم جهل وقت البلوغ بدقة
فعليه أن يتذكر ذلك ويجتهد في معرفته قدر الإمكان، ويحتاط لقضاء ما عليه من صلاة وصوم.
_ فالصلوات الفائتة تبقى ديناً في ذمة الإنسان المسلم ولا بد من قضائها ولا تكفي التوبة وحدها (مع أنها مطلوبة)، فكل ما هو مطلوب منك الآن أن تقدر وتخمن ـ بحسب اجتهادك ـ الأوقات التي تركت الصلاة فيها بعد بلوغك، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، وأسأل الله تعالى لك القبول، وأرجو أن توفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيراً بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة. وأتمنى لك التوفيق.
_ ونرجوا في المرات القادمة عدم وضع أكثر من سؤال في مكان السؤال الواحد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.