2008-05-13 • فتوى رقم 29693
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا محمد شحاتة، مصمم ومطور مواقع إنترنت، منذ فترة وأنا ألاحظ تطور مواقع وبرمجيات الإنترنت، والتي تخدم كل المجالات، وخاصة مجالي (التصميم والبرمجة والتطوير)، ولكن للأسف ولأن مجال التصميم مرتبط بالفن والذوق والألوان والصور والرسوم، فإن معظم المواقع للأسف تخالف الشريعة الإسلامية إلى حد كبير، فمنها من يعرض صور نساء، وأخرى نساء عاريات، إلى آخره ...
فأردت أن أقوم بعمل موقع كبير لتعليم الرسوم والجرافيك، بحيث يصبح بوابة لقاء كبير لكل العرب والمسلمين، بحيث يفيدوا ويستفيدوا منه، وفي الوقت نفسه بصورة شرعية، وأعنى أنه يمكن لمن يملك الموهبة الاستفادة من الموقع والإفادة في الوقت نفسه، ويمكن تبادل الخبرات وفرص العمل والمهارات والأخبار والمزيد والمزيد من الخدمات التي سوف يقدمهاالموقع إن شاء الله، والتى أسأل الله العظيم أن يضعها في ميزان حسناتنا، ليس في ميزان سيئاتنا.
ولهذا السبب أكتب إليكم لكي أعرف فتوى كل نقطة من النقاط التالية، وتصبح صريحة وواضحة ومكتوبة في الموقع كسياسة أساسية في الموقع واجبة التطبيق، فيعلم بها كل جاهل، فتنفعة وتنفعنا في خلق موقع شرعي بناء إن شاء الله.
أولاً: فكرة الموقع تعتمد على عرض التصميمات الرسومية للمشتركين، وتبادل المقالات والأخبار والمواد التعليمية أو المنتديات أيضاً، لهذا فسيفتح المجال للاختلاط، فهل هذا حرام أم حلال متمثلاً في الآتي:
- هل يمكن لشخص إضافة صورته الشخصية إلى بروفايله (ملفه الشخصي)، وهل يمكن لفتاة أيضا ذلك، أم نمنع هذه الخاصية إذا كانت جنسية المستخدم أنثى؟
- إذا كانت يمكن لفتاة إضافة صورتها، هل نحجب صورتهاإذا كان من يريد إلقاء النظر على الملف الشخصى رجل، أم نترك حرية التصفح شرط ألا تخالف الصورة الشريعة (صورة شخصية بحجاب)، هل نظهر الصورة في حالة أنها فتاة ترغب في التعرف على زميلتها الفتاة الأخرى؟
- هل نفعل برنامج المحادثة بهدف التحدث الأساسي حول الجرافيك وتعلم خبرات وطرح أسئلة وإجابتها بقيود معينة، أم لا، وما هذه القيود إذا جاز الأمر؟
- هل الرسم حرام، وأي نوع من أنواع الرسم، وكيف يمكننا تحديد ذلك؟
- إذا كان التصميم يحتوي على صور نساء، فهل يحجب عن الرجال فقط، بحيث يمكن أن تراه النساء، أم يرفض نهائياً؟
- التصميمات التي تحتوى على أشياء اختلف عليها العلماء، أو أشياء عليها شبهة مثل صور وتصميمات لمواقع الأغاني، أو صورة لتصميم به آله موسيقية أو زجاجة أو تصميم صورة إعلان عن بنك أو إعلان يحتوي صورة مطرب... إلى ما هنالك، ما حكمه، هل نتركة أم نمحوه؟
هذا، وإننا نريد كل الفتاوى المتعلقة بالرسوم كما ذكرنا إن أمكن موثقة، بحيث يتضح لنا وللمستخدم الصورة جيداً.
وجزاكم الله عنا كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالرسم اليدوي أو المجسد (التماثيل) للبشر أو الحيوانات ممنوع شرعاً لدى عامة الفقهاء، ولو كان لجزء من الجسد فقط كالرأس أو غيره لحديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم؛ فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ) رواه البخاري.
ولا باس برسم النبات والجماد.
أما وضع الصور الفوتوغرافية للإنسان في الموقع فلا مانع من ذلك إذا كانت صورة لرجل ليس فيها كشف عورة له، أما إن كانت صورة لامرأة بغير حجاب يراها الرجال الأجانب عنها فلا يجوز شرعاً فعل ذلك أو الإعانة عليه.
ولا أرى وضع أي صورة لامرأة في الموقع ولو كانت محجبة، ولو كان سيطلع عليها النساء فقط، لما في ذلك من المحاذير التي ينبغي الاحتراز منها.
ثم إن الحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة؛ لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، وعلى هذا فعلى الفتاة أن تكتفي بالحديث مع فتاة مثلها لا مع رجل، وكذلك يكتفي الرجل بالحديث مع رجل مثله لا مع فتاة، عبر النت أو مشافهة، ولا يتحدث الرجل مع فتاة أو العكس إلا بالشروط السابقة الذكر.
ثم إنه يحرم عليك كل مساعدة على محرم، لأن المعين على المحرم كفاعله، فلا يحل لك وضع إعلان في الموقع لمحرم، كالدعاية لبنك ربوي أو غير ذلك مما يتضمن المحرم.
وأتمنى لك التوفيق لكل خير، والثبات على ما يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.