2008-05-13 • فتوى رقم 29736
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ: أرجوك أن تساعدني، وأن ترسل لي الدليل على بطلان زواجي من زوجي، لأنه غير مقتنع إلى الآن، بالرغم أني قلت له أن الشهود متفرقون، ولا يصح ذلك، ويوم وقوع العقد حضر فقط صديقه بالهاتف، ومن غير أن يعرفني، ولا حتى عمره رآني، ومن الشروط الأساسية للزواج هي معرفة الشهود للعروس وللعريس حتى وإن كانوا لا يعرفونهم معرفة شخصية، لكن يلزم أن يروهم رؤية العين ليشهدوا على العقد، وأن زواجي باطل؛ لأن صديقك عقد علينا بالتيلفون، ولم يتحقق بنفس الوقت أنني فعلاً العروس، وكان فقط بوجود شاهد واحد، وفي الأيام المقبلة باركوا لنا باقي أصحابك وأقاربك، وقلت له يا شيخ: أنا سأعد حالي غريبة عنه، وأنا بما أني كنت أعيش في البيت قبل أن ألتقي به, فبالتالي أبقى به، وأعيش حياتي كما كانت من قبل، ويذهب هو ويعيش مع زوجته الأولى, لكن ما زال غير مقتنع، وأنا يا شيخ لا يوجد علي أي لوم, لأنني توقعت أنه يعرف شروط الزواج، وقال: إن صديقه شيخ، فتوقعت أن الزواج صحيح، ولكن ما جعلني أشك أنه فيه شيء غلط هو أنني قبل العقد قلت له: أريد إخبار أهلي وعمي، قال: ليس الآن، ولكن بعد ذلك، فقلت له: أنا حاليا أريد زواج مسيار، وبمعرفة علي القليل عمي المقيم معي بنفس البلد، ولكن بعد مرور سنة أو سنتين نعلن الزواج بتوسع تام لأهلي، وأعيش حياة زوجية عادية، وذلك لأني كنت في ظروف كلها مشاكل مع طليقي، وما حبيت أذيته لي, فقال: إن شاء الله، وقلت له على كتابة ورقة فيها الشهود تثبت أني زوجته، فقال: كل هذا سأفعله لاحقاً، وعندما تم الزواج صرت كلما أفتح معه موضوع الورقة وموضوع معرفة عمي كان يغضب ويعمل مشكلة ويغير الموضوع.
مر تقريبا سنتين على الزواج، وبالأخير قلت له: أنت لم توفي بوعدك، وأنا أريد حالا أن تعمل ما اتفقنا، وإلا كل واحد يذهب بحاله, فقال لي: إنه لا يستطيع تنفيذ ما قلته، وذلك خوفا من أن تقع الورقة بأيدي الحكومة، فقلت له: حسناً، وماذا عن عمي؟ قال: سأصلي صلاة الاستخارة، وكل مرة يماطل أن يصليها.
إلى أن ربي شفق على حالي بعد الدعاء في جوف الليل، وقلت: يارب، دلني على أحد يفهم بالدين، وأعرف ما إذا زواجي مبدؤه صح أم لا، وسبحان الله، والله من حيث لا أدري ما رأيت نفسي إلا وأنا أبحث بالكمبيوتر، وربي سهل لي طريقي لكم.
أنا آسفة لإطالتي، ولكن شرحت لكم ظرفي ومشكلتي، لعلي أجد دليلاً أقدمه له، وأجعله يتيقن بأن زواجنا باطل، وأننا أجانب.
وأيضا سؤالي هنا: لو أن ربي عوضني بإنسان ملائم لظروفي، ورجل دين، وذو خلق, هل يجوز لي أن لا أقول له أنني قد تعرضت لزواج باطل؛ لأنني لا أعرف ما ردة فعله، ولأن الرجل (الذي عقدت معه زواج باطل) يرفض بأن يعرف عن هذه العلاقة أي مخلوق سوى الناس الذين اختارهم هو؟
أنا أعد حالي أنني ضحية الزواج المسيار هذا، وللأسف كثير من الرجال يعملوه عن جهل، فأتمنى من الشيوخ في المساجد وبالمحاضرات أنهم يفهموا الرجال عن كيفية شروط هذا الزواج؛ لأنهم يعتقدوا أن الرجل لا عليه تطبيق ما اتفق مع زوجته، بأن يعدل ويعاملها زوجة بكامل حقوقها.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكما سبق وذكرت لك من أنه لا يكفي الشاهد الواحد عند عقد الزواج، ولا يجزئ معرفة الناس بعد العقد، بل لابد من وجود شاهدين عند عقد الزواج.
فعليك الآن أن تطلبي من زوجك أن يعيد العقد عليك مع وجود شاهدين من المسلمين يسمعان الإيجاب والقبول ويفهمانه، ويفضل أن يكون بحضور عالم في الدين عند إبرام العقد إن أمكن، ثم تستغفرون الله تعالى عن الماضي.
وأرشدك إلى أن تسعي إلى توثيق عقد الزواج لدى الجهات المختصة، وذلك لضمان الحقوق لكل من الزوجين، وتجنباً للمشاكل، وإن لم يمكن ذلك في البلد الأوربي الذي تعيشين فيه، فأرى أن الحل أن تثبتوا الزواج وتوثقوه في بلد إسلامي.
وقبل أن يعيد عليك العقد مرة ثانية مع وجود شاهدين من المسلمين يسمعان الإيجاب والقبول ويفهمانه، لا تحلي له، وأنت أجنبية عنه إلى أن يعقد عليك بشروط العقد الشرعية.
ثم إن الكذب محرم في جميع الأحوال، ولا يحل لك أن تكذبي على من يريد الزواج منك، لكن لك استخدام التورية، وهو الكلام الذي يحتمل أكثر من معنى.
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربتك، ويرزقك السعادة في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.