2008-05-14 • فتوى رقم 29744
أنا أعمل في مدينة تبعد عن بلدتي بمسافة تفوق (40) كلم، وأقيم هناك عند إحدى قريباتي، أمي مريضة وأنا أهتم بحالتها؛ لذلك فأنا مضطرة لأن أعود للبيت على الأقل مرتين كل أسبوع، ولذلك فأنا مضطرة لركوب وسائل النقل، أصبحت أكره ظهوري بالشارع، والسفر مع رجال غرباء في وسائل النقل، ففكرت في شراء سيارة بالتقسيط من أحد البنوك الإسلامية، هذا البنك يعتمد بيع المرابحة إذ إنه يطلب من الزبائن المشاركة في ثمن السيارة بنسبة 20 بالمئة، ويقسط له الباقي مع زيادة ربح البنك على مدى 5 سنوات، وبعد أن يدفع المشتري 20 بالمئة من ثمن السيارة، يقوم البنك بشرائها ثم يبيعه إياها، لكنه يفرض على المشتري تأمين السيارة من كل المخاطر، وفي حالة مماطلته في دفع الأقساط يفرض عليه غرامة مالية تعود إلى حساب في البنك مخصص للأعمال الخيرية حسب إدارة البنك، علما أنه لا يوجد في بلادنا بنك إسلامي غير هذا، وأصبحنا نخاف من اللجوء للبنوك الربوية لا قدر الله، فهل يجوز لي التعامل مع هذا البنك، مع كل هذه الشروط (التأمين والغرامة)، وهل تعتبر حالتي ضرورة تبيح لي ذلك؟
جازاكم الله كل الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أجاز كثير من الفقهاء المعاصرين هذا التعامل، وأنا أتحفط فيه على شرط الزيادة في القسط عند التأخير ولو كان يصرف للفقراء، فلا أراه جائزا لذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.