2008-05-16 • فتوى رقم 29783
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تعرفت على شاب، وخرجت معه يعني حدث بيننا خلوة غير شرعية، ومن ثم تبت إلى الله عز وجل، وقطعت الاتصال بيني وبينه، وندمت ندما شديدا, ولكن أحيانا وخاصة في الليل لا أستطيع النوم من التفكير خوفا من الله عزوجل، ومن ثم الخوف من الفضيحة... أظن كل شئ سيء يحدث معي أعتقد أنه عقاب من الله لي على ما فعلته, مثلاً منذ فتره خُطبت لشاب مدة معينة ثم تم فسخ العقد فصرت أعتقد أن هذا عقاب ليّ!
هل ما فعلته أي الخلوة الغير شرعية بيني وبين الشاب من الكبائر؟
هل يكفي للتوبة أن أقول اللهم إني تبت إليك، فتقبل توبتي واستغفر الله عزوجل، وأن أندم وأن أقلع عن فعل مثل هذا الذنب مرة أخرى؟
لا يخلو المرء من فعل بعض الصغائر مثلا سماع الأغاني، وغيرها هل هذة الأمور تفسد التوبة؟
كل ما أسمع أي قصه علاقة شاب مع بنت أشعر بالضيق والندم الشديد... وكل ما أقابل بنت لم تفعل مثل ما فعلت أشعر بالنقص...كيف يمكنني أن أحسن من نفسيتي؟
وما هي الدلائل لقبول توبتي... كي أعيش براحة... أرجو مساعدتي لأن ما فعلته كان من مبدأ لماذا أغلب البنات يتكلمون مع شباب وأنا لأّ أفعل، يعني من الشيطان وندمت والله ندمت...
آسفة على الإطالة.
أرجو كل من يقرأ رسالتي الدعاء لي بالستر والعفاف والهداية والتوفيق.
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أنك ندمت ندما شديدا على ماكان منك، وعزمت عزما أكيدا على ترك ذلك في المستقبل، واعترفت بالذنب وخشعت من لله تعالى وانكسرت له، فلا تشكي في أن الله تعالى قد قبل توبتك، فهو سبحانه أرحم الراحمين، وهو الذي يغفر الذنوب جميعا، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأوصيك أن تتبعي كل معصية بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعودي إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ».
ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.