2008-05-16 • فتوى رقم 29785
مادا أفعل مع زوج يعاملني كامرأة أجنبية، فهو لا يجامعني ولا يتحدث معي كزوجة، رغم أنه يحبني مثلما يقول؟
أفيدوني فضيلة الشيخ، فأنا في حيرة، سئمت حياتي معه، وأفكر في الطلاق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبدا، قصرت المدة أو طالت؛ لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعا، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهره دعته إلى نوع من الهجران، كالمرض أو السفر مثلا، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب.
وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربها أو في حق زوجها بغير مبرر ونصحها ولم يفد النصح، ولكن بمقدار ما يردعها عن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح، لكن ينبغي أن لا يطيل الرجل هجر زوجته أكثر من اللازم لإصلاحها، لأن ذلك مضارة، وهي ممنوعة شرعاً، قال تعالى: ﴿وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ﴾ [النساء:34].
وحاولي أن تتبيني سبب هجر زوجك لك، فلا بد لذلك من سبب، وأتمنى أن توفقي لمعرفة ذلك وتعالجيه بحكمة.
وإذا عملت جهدك ولم تجدي علاجاً من حالته هذه، ولا يريد زوجك أن يغير من حاله هذه، ورأيت أن الاستمرار معه صعب عليك لدرجة كبيرة، ويئست من جميع الحلول، فالطلاق هو أبغض الحلال إلى الله تعالى، لكنه الحل الأخير بالنسبة لمثل حالتك، إن لم تستطيعي معه صبراً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.