2008-05-17 • فتوى رقم 29879
السلام عليكم
كيف لا أخاف إلا من الله، فإني أخاف من الحشرات والحيوانات؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد حثنا الله تعالى على خشيته وعدم الخوف من غيره، فقال: ﴿فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ﴾ [المائدة:44]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:175].
ومما يعين العبد على عدم خشية المخلوقات استشعاره أن المخلوق لا يملك ضراً ولا نفعاً، ولا حول له ولا قوة، ولا يستطيع أن يضر بشيء إلا إذا كان مكتوباً ومقدراً في الأزل، وأن كل شيء بقدر، فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر:49]، وقال تعالى: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا﴾ [التوبة:51]، وفي الحديث: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). رواه الترمذي.
ولكن الخوف الطبيعي الذي يحصل في النفس من العدو، أو من حيوان يحتمل أن يتعرض المرء منه للأذى لا ينافي الخوف من الله تعالى إن شاء الله تعالى، لكن على المرء أن لا يستسلم له، وإنما يأخذ بالسبب الذي يدفعه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.