2008-05-20 • فتوى رقم 29920
فى كتاب اسمه (ففروا إلى الله) قرأت في قسم الدعاء أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وقال الكاتب: حتى لو كانت من فاجر أو كافر، فاجر أنا متقبلها، أما كافر لا أعرف كيف أفهمها، كيف ربنا يقبل دعاء من كافر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالله سبحانه وتعالى يستجيب دعوة المظلوم على من ظلمه أياً كان حال المظلوم، مسلماً أم فاجراً أم كافراً، كما ورد في الأحاديث، ومنها: (يقول الرب عز وجل: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين") أخرجه الترمذي وابن ماجه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (واتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) أخرجه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) أخرجه أحمد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا، فإنه ليس دونها حجاب) أخرجه أحمد.
لكن مع هذا لو صبر المظلوم ولم يدع على ظالمه، واحتسب أجره عند الله، فإن الله لا يضيع أجره، قال الله تعالى: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [الشورى:43]، ويكسب المظلوم بعفوه عن الظالم أجر العافين عن الناس، قال الله تعالى في وصف عباده الذين أعد لهم في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران:134].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.