2008-05-20 • فتوى رقم 29922
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ عبد الله المصلح: أنا عندي مشكلة، وهي يمكن أن تكون مشكلة هذا العصر.
أنا حديث الزواج من امرأة أنا اخترتها بعد أن سألت عنها، وعرفت سمعة أهلها وأخوتها، والحمد الله كل شيء كان إيجابي، فتقدمت للخطبتها مع أهلي ووافق الجميع في بداية الأمر، ولكن وبعد مضي أسبوعين
فاجأني أخي وقال لي: إن إخوتك البنات وهم أكبر مني في العمر ولهن أبناء غير راضين على هذه الفتاة، والسبب غريب، قالوا إنها سمراء، وهم لا يردونها، فقلت لهم: أنا من سوف يتزوجها، وبارك الوالدان لي، ولكن أخواتي غير راضيات، وقد تم الزفاف بحمد الله.
وبعد مضي 3 شهور حدث ما كنت أتوقعه، قد حدث تصادم بالكلام بين أختي وزوجتي، وكلهما شتم الآخر، وكل واحدة منهن ذهبت في حال سبيلها.
وبعد اجتماع مجلس الأسرة من البنات قررنا بأن أطلقها ويضغطون علي بورقة أمي المريضة، ولكن الوالد قال لي: إياك والظلم، أي لا تظلم بنت الناس فتقعد نادم طوال عمرك، وطلب مني أنا ألتزم بالبقاء في بيتي وأمسك زوجتي عن بيت أهلي.
وأنا حائر جداً، لا أريد أمي أن تتأثر بكلام البنات؛ لأن أمي هي كل شيء في حياتي.
سؤالي: إن أمي الآن تخيرني بين طلاق زوجتي ورضاها (هل أطلاقها وأغضب رب العالمين، أم أمسكها وأغضب أمي) مع العلم بأني سعيد معها، وأنا حائر جداً؟
أرحني أراحك الله، وبارك فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تتودد لوالدتك وتبرها وتحاول استرضاءها بكل الوسائل الممكنة، ولا تمل من ذلك أو تتضجر، ففي ذلك رضا ربك، وسعادتك في الدارين.
فإن فعلته فإنك لا تكلف أكثر من ذلك، وليس لوالدتك أو إخوتك البنات أو غيرهم أن يطلبوا منك تطليق زوجك الصالحة، ولا تعتبر عاقاً لوالدتك ًبعدم تطليقها، بل طلب والدتك منك تطليق زوجتك دونما مسوغ معتبر شرعاً لا يبرر لك تطليقها.
فاتبع ما ذكره لك والدك، وحاول استرضاء والدتك بحكمة ولين، وتودد لأخواتك البنات، وإن رأيت أن تقليل صلة زوجتك بأخواتك يجنبك المشاكل فلا بأس أن تكون صلتهن مع زوجتك قليلة رسمية إلى أن تعود الأمور لطبيعتها.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لبر والديك، وأن يصلح ما بينكم، ويرزقك السعادة في الدارين.
علماً أن المفتي في موقع "شبكة الفتاوى الشرعية" هو الشيخ الدكتور أحمد الحجي الكردي، وليس فضيلة الشيخ عبد الله المصلح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.