2008-05-20 • فتوى رقم 29946
السلام عليكم
ما العمل مع زوج مسلم بالفطرة، ولا علاقة له بالإسلام، لا يطبق أي شيء مما أمرنا به الله ورسوله، يشرب الخمر، ويسهر مع الأصدقاء، ولا يهتم بأطفاله لدرجة أنه الآن لا يعرف مستواهم الدراسي، وحتى الزوجة يرفض لها أن تلبس حجابها, وكلما تتكلم معه الزوجة عن الدين تكون قد فتحت عليها أبواب جهنم، يتخاصم معها ويقطع كلامها لمدة طويلة، وهي الآن في حيرة شديدة: هل تطلب الطلاق أم ماذا تفعل، خصوصاً أن لديها ولدين، ولم يعودا صغيرين، وتعيش في بلاد الغربة (أوربا)، أي أنها ليست في بلدها الأصلي، ومسألة الطلاق صعبة جداً لا تتحملها.
أرشدوني إلى الطريق الصواب، جزاكم الله خيراً، فأنا في عذاب نفسي شديد، خصوصاً عندما سمعت لأحد الفقهاء قد أفتى لمرأة بنفس حالتي وقال لها أن تطلب الطلاق، فهل هذا هو الحل الوحيد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان زوجك يعصي الله تعالى بارتكابه للمحرمات، لكنه غير مستحل لها كشرب الخمر أو ترك الصلاة أو ... فلا يكفر، وعليك أن تنصيحه جهدك بحكمة ولطف، مع دعاء الله تعالى أن يهديه ويصلح حاله، ثم تطيعيه فيما لا معصية فيه، أما ما فيه معصية فلا يحل لك طاعته في ذلك، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أما إن كان منكراً مما علم من الدين بالضرورة من غير تأول كفرضية الصلاة أو تحريم الخمر فهو بذلك يعد مرتدا، ويفسخ عقد زواجه، ويحرم عليك الاستمرار معه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.