2008-05-20 • فتوى رقم 29950
بسم الله الرحمن الرحيم
زوج يشتم ويسب بكل أنواع الشتم والسب من طرف زوجته، وهو قادر أن يرد عليها شتما وسبا أكثر منها، أو يطردها من المنزل، ولكنه يصبر لكل هذه الإهانة من طرف زوجته، وذلك لسببين الأول: هو أراد ألا يتاثر أبناؤهما أكثر بسبب هذا الشجار، وثانيا: لا يريد أن يسمع شجارهما الجيران والناس، السؤال هو:
كونه يصبر للسببين المذكورين أعلاه، هل له أجر وثواب عند الله عز وجل؟
والشق الثاني من السؤال ماذا عليه، فعله في حالة تكرار هذه الإهانة، هل يرد عليها شتما وسبا أو يطردها من البيت أو يطلقها؟
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل للرجل أن يشتم زوجته، ولا للمرأة أن تشتم زوجها. وعلى الزوجة أن تحترمه ولا ترفع صوتها عليه، لأنها مأمورة بطاعته واحترامه لما له عليها من الحق، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) رواه الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال:(التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره). أخرجه النسائي.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تحث المرأة على طاعة زوجها واحترامها له.
فيجب على هذه المرأة أن تتقي الله تعالى، وتقوم بحق ربها، ثم بحق زوجها.
كما ينبغي للزوج أن يحترمها، وألا يسرع في مقابلة إساءتها بإساءة أخرى مثلها، فعليك أن تقوم بنصحها أوقات الراحة وأن تذكرها بالله تعالى وعقابه، وأن تستعمل ما أرشدك إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله:(استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
ولا يحتقرها أو يشتمها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(بحسب امريءٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
وأرشد كلا من الزوجين إلى الصبر على ما يصدر من الآخر، وليحاول نصحه باستمرار وتطييب خلقه ويتحايل علي تغيير طبع الغضب عنده، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.