2008-05-24 • فتوى رقم 30104
السلام عليكم
أنا شاب من مصر، توفي أبي وأخي الصغير وأمي بالتتالي نتيجة لأمراض صعبة، منها القلب، وورم خبيث بالمخ والكبد، تم الصرف على علاج أخي بالورم الخبيث بمال تم اقتراضه من النبك بفوائد للاضطرار، وبعدها توفي.
ثم اقترضنا قرضاً لمساعدة أخي الأكبر في السفر في الخارج، ولم يشأ الله بالسفر، ثم اضطر أن نصرف المال في وقت حرج لعلاج والدتي بالقلب، ثم توفيت إلى رحمة الله تعالى، وتم سداد القروض بالفوائد.
وأصبحت أنا وأخي الكبير المريض بالسكر الموجودين، ولا مصدر للرزق بعد محاولات في التقديم والترقي والاستقرار في الشغل دون جدوى في وضع مصر الحرج، لنا بيت نريد أن نبيعه بملغ كبير، ولا نعرف أن ندير مشروع لتوظيف المال فيه، ونريد أن نضعه في البنك والاستفادة من الفوائد في سبل المعيشة الصعبة كعامل مساعد لتدبير أمورنا بفوائد ثابتة بالبنك الأهلي.
والسؤال هو: هل القروض التي صرفت على علاج أخي وأمي حرام، وهل لها علاقة بوفاتهما وتدههور حالتهما كحرب من الله؟
هل المال الذي سيوضع في البنك الأهلي بفوائد ثابتة كل شهر كدخل لنا حرام ولا يمكن الصرف منه، وهل إذا كان حرام، فكيف يمكن التعامل مع هذا البيت أو المال؟
أرجو الاهتمام بالرد في هذا الشأن للحيرة التي فيها أنا وأخي.
وشكراً جزيلاً، وجزاك الله كل خير، وأفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاقتراضكم سابقاً من البنك غير الإسلامي بفوائد من الربا المحرم، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، ولا يباح الربا إلا عند الضرورة، ويباح على قدرها دون زيادة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
فإذا كان المقترض حين اقتراضه قد خشي الهلاك من مرضه بقول طبيب مسلم عدل متخصص، ولم يجد علاجا إلا بالربا المتقدم، فله ذلك في هذه الحال فقط وعلى قدرها، وإلا حرم عليه الاقتراض بالربا.
والآن ما عليك أنت وأخوك إلا التوبة النصوح لله تعالى والإكثار من الاستغفار، مع الندم على ما سبق، والعزم على عدم العود للتعامل بالربا المحرم مستقبلاً.
ثم إن الإيداع في البنوك الربوية للاستثمار محرم؛ لأنه ربا، والربا من أشد المحرمات شرعا، سواء كانت الفائدة ثابتة أو متغيرة، وسواء كانت قليلة أم كثيرة، وقد قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا﴾[البقرة:275].
أما الإيداع في البنوك الإسلامية للاستثمار فجائز شرعاً، والربح عن طريقها حلال إن شاء الله تعالى ما دام أن البنك الإسلامي عليه هيئة رقابة شرعية من علماء أمناء، وذلك لأن ربحها من البيوع وليس من القروض الربوية، وقد قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا﴾ [البقرة:275].
فاتقيا الله تعالى وابحثا بجدية عن طريق تستثمرا فيه أموالكما بالحلال، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ [الطلاق:2].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.