2008-05-25 • فتوى رقم 30164
السيد العالم الجليل تحية طيبة وبعد:
سؤالي هو أنني أحب والدي حبا جما، وأحب أن أطيل مناقشتي معه حتى ولو كان فيها حدة منه، واستهزاء وسخرية وتأنيب وهذه طبيعته ونفسيته، وفي الآونة الأخيرة ومع تقدمه في السن وتقاعده عن العمل وضعف صحته، فهو يعانى ضعفا في البصر والسمع، وهناك إمكانية للعلاج ومع ذلك فنفسيته لا تسمح، ونضيق ذرعا من هذا الضعف، ومع ذلك نحاول إخفاء مشاعرنا حتى لا يكون هناك أي إحراج، ومع ذلك فهو يتهمنا بالعقوق وأن الله لن يسامحنا، وسينتقم منا، على الرغم من أننا نشبه الخدم، ونحن نبرر أننا متعبين مما هو فيه، وذات مرة اصطدم بي، وأنا أتناول كوبا من الماء، فحاولت أن أتدارك الأمر حتى لا أحرجه، ومع ذلك ظل يسرد لي الاتهامات بأني أسرعت حتى لا أناوله الماء، الغريب أنه في كثير من الأحيان يقول لي أنه يحبني لأنني متواضع ماالحل؟ وهل الله سيحاسبنا على ظنون والدنا على الرغم من أننا نحبه، ولكننا نختلف معه في مواجهته للحياة، وعدم التحضير للمستقبل وتشاؤمه منها، هو يقول أنه يدعو لنا بتوسعة الرزق وأنا أحس أن هناك دعاء والدين صالحين يضىء لي الطريق، ولكن هو يقول أن الله سيعاقبنا، ما الحل يافضيلة الدكتور؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
فإن بذلت كل جهد في إرضائه وبره، فلن تضرك اتهاماته بعد ذلك بعدم البر، أسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.