2008-05-25 • فتوى رقم 30169
قيل لي أن هناك سورا تلعن صاحبها إذا قرأها، وماذا عن القول (رب قارئ للقرآن والقرأن يلعنه) كيف يحصل ذلك؟ ولماذا؟ وما هي هذه السور، مع أنني لاحظت أني كلما وضعت القرآن في المنزل، وقع الشجار بيننا، أي زيادة في الكلام والعصبية بيني والأولاد؟
أرجوا التوضيح من فضلكم، وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا القول لأنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، كما نقله عنه الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين"، في باب "ذم تلاوة الغافلين".
ومعناه أن الذي يتلو القرآن مع مخالفته أوامره وارتكبابه نواهيه أن في القرآن ما يقتضي ذمه ولعنه؛ فهو يقرأ كتاب الله تعالى وفي كتاب الله ما يقتضي سبه وسب أمثاله؛ لأنهم خالفوا الأوامر وارتكبوا النواهي.
وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها).
وإن تلوت كتاب الله تعالى، وعملت بأحكامه، فلن تلاحظ بعد ذلك إلا التوفيق والتيسير والهناء في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.