2008-05-25 • فتوى رقم 30192
السلام عليكم
يا شيخنا الفاضل: أرجو الإفادة بالرأي الديني في أمر شغل وظيفة بالحكومة أو غيرها من الهيئات بمصر، حيث أن الشغل فيها صعب جداً، ولا جدوى فيها غير الوسائط، وبدونها يكون الشغل إما مهين أو مرتباتها ضعيفة جداً لا يستطيع المرء العيش بها.
السؤال: هل اللجوء إلي أشخاص ذوي شأن كبير في البلد أو الواسطة لكي أشتغل في شغل محترم وبراتب جيد، فيه حرام أو رأي ديني في ذلك؟
هل اللجوء إلى دفع قدر من المال لأناس كواسطة في سبيل الالتحاق في شغل مناسب في جهة حكومية أو غيرها فيها حرمانية، وهل هذا المال الذي دفع حرام، وهل الشغل هذا من مال حرام، فكل عملي فيه حرام؟
أرجو الإفادة في الرأي إذا كان هذان التصرفان خطأ من الناحية الدينية.
ولسيادتكم جزيل الشكر، وأفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالممنوع هو أن يسعى المرء لتحصيل حق ليس له، أو لا تنطبق شروطه عليه وفق الأنظمة المرعية في الدولة.
فإذا كانت الواسطة سوف تتخطى أنظمة الدولة أو فيها تعد على حق الغير فلا تجوز، أما إذا كانت سوف تنتظم بأنظمة الدولة ولا تتعدى على حق الغير فلا مانع منها، وبخاصة إذا كان لا يمكن الوصول إلى الحق بدونها.
وكذلك إذا كانت جميع شروط الالتحاق بالعمل تنطبق عليك، وكنت متأكدا من أنك ستمنع من القبول فيه بغير حق رغم تأهلك له، ولا تستطيع الوصول إلى هذا الحق إلا بدفع المال، فلا باس بدفع بعض المال.
أما إذا كنت لا تعتقد أنك مؤهل لهذه الوظيفة فلا يجوز لك طلبها، ولا دفع شيء من المال للوصول إليها؛ لأنه رشوة محرمة، وكذلك إن أمكنك الوصول إليها دون دفع أي مبلغ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.