2008-05-28 • فتوى رقم 30234
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات وفي السنة الثانية تنقبت، وأحسست أن زوجي يريدني باللباس العادي أي مع إظهار الوجه والكفين، واللبس الفضفاض، وطبعا المكياج قليل جدا لدرجة، ولم يعد يراني، ولا يغازلني مثل الأول: أنا بصراحة خائفة على زوجي من الفتنة؛ لأنه يقول أني لم أهتم بنفسي، وتعقد من اللبس الأسود، وكما أني لم أعد آكل مع أسرته خشيت الاختلاط، وأحس أني أوافقه، فماذا أفعل: هل أترك النقاب وأتجه مرة أخرى إلى الوجه والكفين مع الالتزام أم لا..؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الآجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة.
أما إظهار الزينة (وإن قلت) أمام الرجال الأجانب فمحرم اتفاقا، وبإمكانك أن تكوني مع زوجك (عندما ينفرد بك) كخير ما تكون امرأة مع زوجها، وسيرضى عندئذ إن شاء الله تعالى، أسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.