2008-05-31 • فتوى رقم 30290
تعرفت على فتاة لأكثر من ثلاث سنوات، وفعلنا أشياء لا ترضي ربنا، ولكن لم أزن معها هي طمعت في الزواج مني، ووالدتي لا تقبل إلا بفتاة من عشيرتها، فلقد قمت بقطع العلاقة التي كانت بيننا، وتبت إلى ربي من كل الأفعال التي قمت بها، سؤالي: هل بقطع هذه العلاقة قد ظلمتها؟
ماالحكم في ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هو من المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداًومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن هذه الفتاة نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
ولك أن تحاول استرضاء والدك في الزواج من هذه الفتاة إن كنت تردها إذا تابت وكانت على خلق ودين، ولا إثم عليك في ترك الزواج منها إن لم ترد ذلك، أسأل الله لكما التوبة النصوح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.