2008-06-01 • فتوى رقم 30301
أمي إنسانة عظيمة ضحت بالكثير بعد وفاة والدي، وأنا أحبها جداً، أنعم الله علي بالعمل، وأخي متعثر ويصرف الكثير ويصرف مصاريف باهظة للتعلم, أنا متزوج وسني 32, أمي تعمل بالخارج وميسورة ويصعب علي أن أكلفها أي شيء، أنا بارّ بها لكن أريد أخذ رأيكم في ثلاثة مواقف:
كنت أريد شراء ملابس لزوجتي فأرادت أمي دخول المحل لدفع المال فقلت: يا أمي معي والحمد لله فصممت هي، فقلت لها: غصب عني، وزعلت مني وبكت.
وثانيا: كنا في الحج وذهبنا إلى مسجد الخيف للبيات، كل في مكانه، وألحت علي لأخذ غطاء، لكن الحارس كان يرجعني، فتتحايل علي فأعود مرة أخرى فيرجعني الحراس، فجاءت أمي وقالت: سأذهب معك لأقنع الحارس. وأنا كنت خائفا عليها لينهرها أو يستفزني، وسأبدو أيضاً مثل الطفل الصغير الذي تجره أمه فألحت علي أكثر وأنا كنت مجهداً من الحج، فقلت لها بعصبية: حرام عليك يأ أمي، أنا غضبت وبكت أمي أثناء الحج.
وثالثاً: هي مريضة وتستخصر العلاج لنفسها، وكل فلوسها تنفق على تعليم أخي أو متطلباته، فجاءت أمي لتعطيني فلوساً كثيرة فرددتها لها لأني أعمل وقلت لها: وفري مالك لعلاجك ولأخي، فقالت لي: ربنا سيحاسبك فقلت لها: أتقولي لي هكذا وأنا لم أتعبك أو أكلفك بينما أخي يرهقك ويسعدك هذا؟ فبكت أيضاً وقالت: (لست راضية عنك)...أنا أحبها ولا أن أريد أحملها همي. هل أنا على غلط في هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تسعى في بر أمك وكسب رضاها ففي ذلك سعادة الدارين، فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23]
فهي (كما ذكرتَ) تريد لك الخير وتحبه لك، فعليك أن تكون حكيما في برها، وتحرص على رضاها، وتأخذ منها مالا إن كان ذلك يرضيها، أسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.