2008-06-03 • فتوى رقم 30336
لقد قبلت برجل متزوج على شرطين اتفقنا عليهما، دون كتابتهم في العقد، لعدم معرفة أهلي بأنه متزوج، وعدم معرفة أهله أو زوجته الأولى أن سينفصل عنها؛ كونه مطلقها ( طلقة 3 ) بنية عدم الرجوع إليها، وكانت صيغة الطلاق (أنت طالق مني إذا ما تزوجت عليك)، وهو يعيش معها بالحجاب، وهو رجل مقتدر مالياً، فهو لا يريد أن يشرد أولاده الصغار فقط لمدة 5 سنين، ليكونوا قادرين على التفهم.
المشكلة الآن بعد كتابة العقد أشعر بأنه تغير أو أنه كذب علي، أو عاد لزوجته الأولى.
في كل هذه القصة، لم يكن لدي الحل سوى أن أجعله يحلف ليرتاح قلبي، فأقسم لي: أقسم بالله العظيم باللفظ واللسان أنه لا يوجد بيني وبين زوجتي أي علاقة جنسية، أي لا يوجد جماع بينهما، وأقسم لي بالله العظيم أنه إذا قام بجماعها بأن يخبرني، مع العلم أنني طلبت منه الحلف لأعرف أنه هل يكذب علي أم لا؟ لا لأحرم زوجته الأولى من حقوقها، لا والله، ولكن أخبرني بأنه لا يريدها وأنه طلقها.
سؤالي: هل هذا الحلف الذي حلفه لي هو حلف يمين الغموس الذي ليس له كفارة أم يكون حِلف له كفارة؟ مع العلم أنه حلف لي على كتاب الله أيضاً بأن يخبرني بأي شيء أسأله إياه، وأن يجيب بصدق دون أن يغير الكلام في قلبه، ومع ذلك أشعر أنه يكذب علي من غرابة تصرفاته وغموضه، وأنا أعيش بصراع معه منذ 6 شهور لا آكل ولا أنام حتى وصل بي ..ماذا أفعل؟ مع أني استخرت الله ألف مرة في إتمام هذا العقد، وقد تم في البداية كل شيء على خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان زوجك حلف على أمر في المستقبل فهو يمين منعقدة، وعند المخالفة عليه كفارة يمين؛ وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإذا لم يستطيع فصيام ثلاثة أيام متتابعات، وإن كان على أمر ماض كذبا فهو اليمين الغموس، وبعد الحلف لا بد من التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر.
وعليك أن لا تستأثري لنفسك بزوجك، فلزوجته الأولى (إن لم يطلقها) مالك من الحقوق تماما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.