2008-06-05 • فتوى رقم 30366
السلام عليكم
أنا شاب ملتزم في صلاتي، والدي يميز إخوتي عني، ولو اقتصر الأمر على التمييز المادي (المصروف) لرضيت بذلك وصبرت لكنه وصل إلى حد التمييز بالاحترام إذ إنه يحترم إخوتي، ولا يحترمني كما أنه يبدأ بالشتم عندما يراني أستمع إلي المحاضرات الدينية، نظرا لهذه الحال أصبح خلقي ضيق مع والدي فما العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
ولا شك أنه سيتغير معك إن عاملته بالحسنى وداومت على ذلك، بل إن الله تعالى سيكرمك بما تحب، ويصرف عنك آثار كلامه السيء إن شاء الله تعالى، وأوصيك بكثرة الدعاء له بالهداية في جوف الليل، فإن الله تعالى هو مقلب القلوب ومغير أحوالها، أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.