2008-06-05 • فتوى رقم 30398
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا مقيمة في كندا ولدي صديقات غير محجبات، وهن مسلمات وأعمارهن تزيد عن الثلاثين، وأنا أحاول إقناعهن بالحجاب وأهميته، ولكن في كل مرة ينزعجن، ويكون الجواب لا أستطيع لم أقتنع بعد بالحجاب، وإلى أن يهديني ربي حتى إنهن يضعن سلبيات بالمحجبات، وأن حجابهن غير صحيح، وكل واحدة تقول أن الإيمان في قلبي أكثر من المحجبات، فماذا أفعل لكي أقنعهن بالحجاب لأنني أنزعج جدا كلما أراهن بلباس يشبه لبس الأجانب؟
أرجو النصيحة وعفوا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلبس الحجاب واجبٌ على المرأة البالغة العاقلة أمام الرجال الأجانب، وقد ثبت وجوبه بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ووجوب الحجاب من بدهيات هذا الدين الحنيف الذي لا يرتاب ولا يشكك فيه إلا معاند مكابر متبع للأهواء ليس له من دين الله نصيب، ولقد التزمت المسلمات الحجاب من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانت أزواجه صلى الله عليه من أول من التزمن بحكم الله تعالى في الحجاب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]
وقال تعالى: (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [النور31]
وروى أبو داود في السنن عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: ((يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ)).
والإسلام هو الاستسلام لأوامر الله تعالى وأحكامه، ولا يكمل الإيمان في القلب إن لم يتبعه العمل، وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المومنات إيمانا وقد التزمن الحجاب وتمسكن به، فعلى صديقاتك أن يلتزمن الحجاب ولا يضرهن بعد ذلك أعمال المحجبات اللواتي يتحدثن عنهن، أما أنت فلك أجر دعوتهن إلى الحجاب التزمن أم لم يلتزمن، أسأل الله لهن الهداية العاجلة، ولك أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.