2008-06-09 • فتوى رقم 30434
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ما معنى الخبيثات للخبيثين، والطيبات للطيبين، الزانية لا ينكحها إلا الزاني
المشركة لا ينكحها إلا المشرك؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله تعالى: ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)).
فمعنى الآية أنه جرت العادة أن الشخص الزانى لا يتزوج إلا زانية مثله أو مشركة، وكذلك المرأة الزانية لا تميل بطبعها إلا إلى الزواج من رجل زان مثلها أو من رجل مشرك، وذلك لأن المؤمن بطبعه ينفر من الزواج بالمرأة الزانية، وكذلك المرأة المؤمنة تأنف من الزواج بالرجل الزانى، فالآية الكريمة تحكى بأسلوب بديع ما تقتضيه طبيعة الناس فى التآلف والتزاوج، وتبين أن المشاكلة فى الطباع علة للتلاقى، وأن التنافر فى الطباع علة للاختلاف.
وفي هذه الآية زَجرٌ كبير، وإيضاح بأن من يرغب في زواج الزانية فهو في نظر الناس زانٍ أو مشرك، والزانية لا يرغبُ في زواجها الصالحون من الرجال المؤمنين، وهذا النكاح لا يليق بالمؤمنين لما فيه من التشبه بالفسقة، والتعرض للتهم .أما إذا تابت الزانيةُ فيجوز الزواج منها، وكذلك الزاني إذا تاب يجوز أن يتزوج من المؤمنات العفيفات، نصّ على ذلك الفقهاء رحمهم الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.