2008-06-09 • فتوى رقم 30451
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 29 سنة، وأعتبر نفسي أني قد تأخرت في الزواج، وهذا يسبب لي الخوف من المستقبل...، لكن المشكلة تكمن في أني أحيانا أفكر في أن تديني وتربيتي السوية وأخلاقي العالية بشهادة الجميع يمكنني بقدرة الله (لو تزوجت) أن أقيم حدود الله وأرعى الزوج وأربي أولادي التربية الإسلامية التي تفتقدها الأمة الإسلامية وغير ذلك من الأفكار...ويسرح بعد ذلك خيالي، فأتخيل نفسي متزوجة (وأحيانا يكون الزوج محددا في خيالي وواضح المعالم)، وينشغل تفكيري بذلك في كيفية إدارة البيت من طبخ وتنظيف ...،ويتجاوز إلى التفكير في المعاشرة الزوجية، ونظرا لقلة درايتي في العلاقة الحميمية يتشتت تفكيري، فأكون كمن يبحث عن شيء ضائع...، فأستدرك حينئذ بأن ما أفكر فيه من المحظورات، وأنه حرام فأندم وأقرر عدم العودة للتفكير في مثل ذلك، لكني أحس أن قوة عظيمة تجذبني نحو ذلك التفكير، وأحس بمزيج من التوهان وخوف من الله لكني لا أنجح إلا بعد مرور أيام على حالتي تلك حتى أبعد تفكيري نهائيا..
لست أدري إن كان هذا ما يسمى بالعادة السرية...غير أني لا أمارس العادة السرية الطوعية إن صح التعبير...
أضيف أن تفكيري هذا يسبب لي نزول إفرازات لا تجف تقريبا حتى يتلاشى موضوع الزواج الوهمي نهائيا من تفكيري، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
أرجو أن تساعدوني لتجاوز محنتي هذه.
وفقكم الله لما يحب ويرضى ولا تنسوني من الدعاء بالهداية من الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتفكير في هذه المحرمات ممنوع شرعا، فهذه أفكار شيطانية ولها آثار سيئة على النفس والسلوك فابتعدي عنها قدر إمكانك، واستعيضي عنها بالتفكير بالزواج وبأمور تفيدك، كطلب العلم والأشغال اليدوية والصلاة والرياضة وغير ذلك مما يفيد ويلهي عن ما أنت فيه.
والعادة السرية: هي الاستمناء باللمس أو النظر أو التفكر والتخيل، وهي ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني يجب الغسل، وإلا فلا.
وأفضل طريقةٍ للتخلص منها الصوم، ثم الزواج، وملء الوقت بأعمال مباحة مفيدة نافعة تأخذ الوقت كله، كالقراءة والمهنة، مع مراقبة الله تعالى وغض البصر عما حرم الله.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.