2008-06-11 • فتوى رقم 30480
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو مفهوم الإمامة وشروطها؟
هل يجوز الصلاة وراء إمام معلوماته حول فقه الصلاة ضئيلة جداً، فاحش الكلام، يستهزئ بالآخرين، ليس على خلق حسن، حاد الطباع، لا يمتثل للنصيحة؟
ماهو حكم الشرع في إمام نائم في المسجد متكئ على الحائط مطاطئ الرأس؟
ماهو حكم الشرع في مأموم يعلم بنوم الإمام، هل يصلى وراءه أو يغادر المسجد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
المتفق عليه بين العلماء والمعروف لديهم هو أن يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ثم أفقههم، ثم أحسنهم صوتاً إذا استووا في القراءة والفقه، ولكن ذلك ليس شرطا في صحة الصلاة، وعليه فالصلاة جائزة خلف هذا الإمام ما دامت صلاته مستكملة الأركان والشروط، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صلوا خلف كل بر وفاجر) رواه البيهقي في السنن الكبرى، وهو على ضعفه يحتج العلماء به.
ثم إن النوم نفسه لا ينقض الوضوء، ولكن تسترخي به المفاصل والأعضاء فيظن خروج ريح من الإنسان بسببه من غير أن يدري، فيجب عليه الوضوء لذلك، وعليه فقد قال الفقهاء: إذا نام الإنسان نومة يظن أنه لو خرج منه ريح أثناءها لشعر بذلك فلا ينتقض وضوؤه لعدم خروج ريح منه في الغالب، ويسمونه نوم المتمكن، كالنوم قائما، أو جالسا على مقعدته، وإذا كان مسترخي الأعضاء كالمضطجع فقد انتقض وضوؤه بذلك، وعليه إعادة الوضوء من جديد قبل الصلاة.
وعليه فإن انتقض وضوء الإمام _بحسب ماذكر_ فلا تصح صلاته ولا إمامته حتى يتوضأ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.