2008-06-13 • فتوى رقم 30519
لقد أرسلت إلى فضيلة الشيخ بسؤال، ولكن لم يصلني الرد.
السؤال: هو لد قمت بالزنا مع زوجة أخي بعد أن دفعتني هي إلى ذلك فمارست معها أكثر من 4 مرات، ولكن بعد ذلك ندمت وإلى الآن أنا نادم على ما فعلت، ولكن أكرمني الله، وسافرت إلى إحدى دول الخليج، وأنا هناك منذ سنة ونصف، والذنب يطاردني، فأريد أن أعرف هل إذا قمت بعمل عمرة أو حج مع التوبة الصادقة يغفر الله لي إن شاء أم أسلم نفسي للهيئة في السعودية ليطبق علي الحد، مع العلم أني غير محصن؟
وهل يا شيخنا سوف أبعث يوم القيامة ملتصق بها؟ وهل سوف يأخذ أخي من حسناتي إلى أن تنتهي أخبرني ماذا أفعل، فأنا أموت خوفا وحزنا على لحظة ضعفت فيها أمام الشيطان أجبني بارك الله فيك وهل أصارح أخي أو أفعل أي شيء معه؟
جزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا كنت راضيةً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وعليك أن تستر نفسك فلا تخبر بذنبك أحدا، أسأل الله لك التوبة النصوح والاستقامة التي ترضيه إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.