2008-06-16 • فتوى رقم 30577
السلام عليكم
لا مجال للتفاهم مع والدي ولا أحتمل بعض أقواله، فأنا لم أستطع في نفسي مسامحته إذ حرمنا من حنانه عند صغرنا، ولا أشعر بالأمان معه, فأنا كثيرا ما أتذكر قسوته بدون هدف ولا أستطيع تجنب شكوته إلى والدتي أو أحد أفراد عائلتي، فماذا أفعل، وأنا أحس بأنه عقنا قبلنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأندبك إلى نسيان كل ما فات، والتصرف مع والدك بما يمليه عليك ضميرك الحي، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.