2008-06-18 • فتوى رقم 30594
بـسم لله الرحمن الرحيــــــم – الجزائر يوم 14/06/2008
الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيـــم, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله و صحبـــــــه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
إني بدون عمل، وأمي تعينني ببعض المال الفرنسي (أورو) وأحيانا تتأخر علي في هذه الإعانة، فأستدين من أحــــــــــد الذين يبدلون لي المال الفرنسي بالمال الجزائري (الدينار)، ويشترط علي الدائن عندما أرجع له الدين أن يأخذ نسبة مقابل الاستدانة، وذلك عندما أبدل له المال الفرنسي ويعطيني مقابله المال الجزائري(الدينار) فإنه يطلب مني أثناء المبــادلـــة
أن أخفض له السعر عن السوق, مثلا: فعوضا من أن أبدل له (الأورو) بإحدى عشرة(11) ضعفا للدينار كما يتعامل بـه في السوق, فإنه يطلب تخفيضا قليلا أي أن أبدل له بعشرة (10) أضعاف فقط, وذلك مقابل الاستدانة, ويقول لي أن هـذه مساعدة مني له مقابل مساعدته لي واستدانته لي، بحيث أن أمواله يشتغل بها، وأنه لو أحتفظ بها واشتغل بها في هذه المدة 20 يوما أو شهرا لربح منها كثيرا لكنه أعطاها لي دينا، وكثير من الناس يتعاملون بهذه الطريقة في الاستدانة ولا يعلمون أنها (ربا) أم لا, مع العلم أني مضطر لأن أستدين من عنده لأني لم أجد مكانا آخرا أستدين منه، علما بأني متزوج ولــــــي ثلاثة أولاد ولم أجد عملا، فهل هذه الطريقة للدين هي (ربــا) من طرفي أو من الطرف الآخر؟
وشكرا جزيلا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المعنــــــي: السيد عبد الفتـــاح حسيــــني.
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذلك من الربا المحرم عليكما كلاكما، فكل قرض جر نفعا فهو ربا، وبما أن هذا المقرض يعوض نفسه عن قرضه بما ذكرت، فذلك من الربا.
وقد نهانا الله عن الربا بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.