2008-06-26 • فتوى رقم 30695
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل متزوج منذ 9 شهور والحمد لله، أعاني من الوسواس القهري منذ ذلك الحين خوفا من أن أتلفظ بالطلاق، وكلما شعرت بأي ضيق, صغيرا كان أم كبيرا أجد كلمات الطلاق (أنت طالق, علي الطلاق..) تتردد في رأسي، لم أعد أدري أحقا هل أنا إنسان سيء بحيث أن الطلاق سهل علي أن أفكر به وألفظه، أم أن هذا هو نتيجة الوسواس، كما أنني أحيانا أنجر لبعض الوقت مع هذه الوساوس وأحس ببعض النفور من زوجتي، وقد كنت بالأمس أحس ببعض الضيق من تصرف لزوجتي (رغم تفاهته) فوجدتني أتخيل أني أتحدث إلى أحد أصدقائي وأقول له (خلاص, لازم أطلق زوجتي) وأنه هو يقول لي (على مهلك, فالصبر على الزوجة له أجر كبير)، ولم أعد أعرف أنطقت بما كنت أتخيله أم أن هذه مجرد أفكار في رأسي؟
أرجو من فضيلتكم أن تفتوني على افتراض أني تلفظت بتلك الكلمات, فالشك يقتلني والحيرة أتعبتني، أحيانا أقول لنفسي, أوليس لو كنت أحدث نفسي وأنا غير مبتلى بالوسواس القهري، فقلت جملة مثل (أنت طالق), أوليس يحدث طلاق، فلماذا لا أكون أنا إنسانا عاديا وأن هذه طباعي وأن هذا هو الطلاق، فتغتم نفسي أكثر وأكثر؟
بارك الله فيكم يا شيخنا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراًً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واطمئن فالطلاق لا يقع منك إلا إن تلفظت به وأنت في كامل الوعي، ولا عبرة بالتخيل وحديث النفس.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.