2008-06-30 • فتوى رقم 30701
السلام عليكم أخي الشيخ:
أنا شاب أبلغ الـ20 من عمري، وقد عاهدت الله تعالى في يوم من الأيام على أن لا أرتكب معصية معينة، وقد ومضى أكثر من سنة، ولم أرتكب هذه المعصية، ولكن قبل أسبوع غلبني الشيطان وارتكبتها، وحزنت كثيرا لأني نقضت عهدي مع الله، فما هو جزاء الذي ينقض العهد مع الله؟ وما هي كفارتها؟ وهل يجوز له أن يعاهد الله مرة أخرى على عدم ارتكاب المعصية؟
وشكرا لك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أولا التوبة والاستغفار إذ كان يجب عليك أن تلتزم بما عاهدت الله عليه، وعليك أن تلتزم بترك المعاصي (لاسيما المعصية التي عاهدت الله على تركها)، وعليك كفارة يمين لنقضك العهد مع الله تعالى أيضا، ولك أن تجدد العهد مع الله على ترك المعاصي، مع العلم أن الكفارة أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.