2008-06-30 • فتوى رقم 30733
السلام عليكم ياشيخ
أنا عندما كنت في الثامنة من عمري تحرش بي ابن عمي سامحه الله، وهو كان يبلغ من العمر ستة عشر سنة، فأتتني مثل الحالة النفسية والآن أنا أبلغ من العمر الخامسة عشرة فهل كنت أعتبر زانية، وهل سيعاقبني رب العالمين أو هل سوف يؤجرني على مصيبتي فاعني هل إذا دعيت عليه سيستجيب الله دعائي أو أقول سامحه الله، فهل إن قلت هكذا سيؤجرني وهل كتبت علي في حياتي وصمة عار أم لا؛ لأني كنت طفلة بريئة والآن أراد أخوه أن يتزوج فاتهمه الناس بأنه خبيث، وهو حاشاه وإنما قذفوه، فهل هذا رد وجزاء؟
حسبنا الله ونعم الوكيل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعله ابن عمك هذا هو من المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، ولا إثم عليك أنت إن شاء الله تعالى بما أنك كنت صغيرة، وإن كان عليك أن تمنعيه من ذلك، ويكفيك أن تلتزمي الآن بأحكام الله تعالى، وتسيري على صراطه المستقيم، وتبتعدي عن المحرمات، ولست بعد ذلك زانية، ولا عار عليك إن شاء الله تعالى، وعليك أن تستري ذلك فلا تحدثي به أحدا، مع الدعاء لابن العم بالهداية، مع قطعة الصلة به، وأسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.