2008-06-30 • فتوى رقم 30777
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله، وبعد:
أود معرفة حكم الشرع في بعض العلاقات مع الناس، أحياناً أتاجر مع أشخاص وأعدهم ببيع السلعة لهم، لكن أحياناً يكون في لقائي بهم كثرة الغيبة وكلام السوء وبداءة اللسان، فهل يمكنني عدم وفائي بوعدي وعدم التعامل معهم وعدم إحضار السلعة لهم؟
وكذلك في العلاقات العامة: إذا أعطيت موعداً، ولكن قد يغلب ضني أنه قد يخوضون في أعراض الناس؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيجب عليك شرعاً الوفاء بما وعدت به غيرك وعاهدته عليه، ما دام أنه ضمن المباح، قال تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة:177].
وإخلاف الوعد من صفات المنافق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) أخرجه البخاري ومسلم.
لكن عليك إن كنت في مجلس ووقع فيه بعض الجالسين في المحرم، من غيبة أو نميمة، فعليك أن تنصحه بلطف وحكمة، وتعلمه بحرمة ما يفعل، وأن الله تعالى سيحاسبه عن ذلك.
فإن نفع ذلك فبها ونعمت، وإلا فتجنب المجالس التي توجد فيها المعاصي -إن لم تستطع إصلاح الأحوال- قدر إمكانك.
وأرشدك إلى معاملة الصالحين ومجالستهم وصحبتهم قدر إمكانك، فتسعد بهم في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.