2008-06-30 • فتوى رقم 30778
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون أن البرص من كثرة المعاصي، وأنه لعنة من الله يعاقب بها الله العبد, هل هذا صحيح، وما العمل في هذه الحالة؟
أرشدني جزاك الله خيراً، فقد أصبحت في حالة يرثى لها، أخاف أن يكون هذا بلاء أصابني به الله عز وجل عقاباً لي، علماً أنني أصلي وأصوم، وأحاول أن لا أعمل شيئاً يغضب الله مني، إلا إذا كنت قد فعلت دون قصد؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالبرص مرض كسائر الأمراض، يبتلي الله تعالى به من يشاء من عباده، والمصائب والابتلاء الذي يصيب الإنسان المؤمن قد يكون دليلا على محبة الله عز وجل له، إما تكفيرا لذنوبه أو رفعا لدرجاته إذا لم يكن له ذنب.
وإذا أحب الله عبداً ابتلاه، وأمر المؤمن كله له خير كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وعلى من ابتلاه الله تعالى بهذا المرض أن يسعى إلى أن يأخذ له الدواء الخاص به بإشراف الطبيب المختص، ودعاء الله تعالى أن يشفيه، مع الصبر، وليبشر بقول الله تعالى الذي لا يخلف وعداً: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة:155 - 157]
وأسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.