2008-07-01 • فتوى رقم 30787
فضيلة الشيخ أعمل بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة في جمهورية مصر العربية .. و كل عام ينزل لنا فى المرتب مبلغ منفصل تقول إدارة الفندق أنها أرباح خمور... وأنا وزملائي يثور جدل واسع فيما بيننا في المصارف الشرعية لتلك النقود، فالبعض يقول نصرفها على أهلنا والبعض يقول نشتري بها أشياء في البيت، والبعض يقول ندفعها للأيتام والبعض يقول نشتري بها طعاما وشرابا و كساء ونوزعه على الفقراء، والبعض يقترح أن يسدد بها ديونه للبنك لأنه قد أخذ قرضا... و لكي أغلق تلك المجادلة الواسعة قررت أن أرسل لفضيلتك عسى أن ترشدنا بهدى من الله تعالى إلى المصارف الشرعية المتعددة (أمثلة كثيرة) التي تساعدنا من خلالها على إنفاق تلك النقود بطريقة سليمة لا تغضب الله تعالى.. الرجاء الإسراع في الرد حتى أساعد زملائي قبل ان يتصرفوا فيها، وينفقوها في ما لا يرضاه الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كنتم لا تشاركون في شيء يتعلق بالخمر، فعملكم ليس محرماً، بل فيه شبهة لتعلقه بالمكان الذي يقدم فيه الخمر، والراتب منه هو من المال الذي فيه شبهة الحرام؛ وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)). أخرجه البخاري ومسلم.
فأرشد كم إلى الانتقال إلى مكان آخر لا يقدم فيه الخمر، وإن كان بأجر أقل، فالله تعالى يبارك إن شاء الله لكم فيه، ويصبح كثيراً طيبا.
ثم إن كان المال الذي تسأل عنه نتيجة العمل الحرام _بحسب ما سبق_ فيجب التخلص منه بدفعه إلى الفقراء والمساكين، وعدم الاستفادة منه مطلقا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.