2008-06-30 • فتوى رقم 30788
السلام عليكم
أنا عمري 26 سنة غير متزوج لكني لا أستطيع أن أحترم أبي وهو شيخ كبير، وما أقدر أن أجلس معه أبدا لأنني أحس بالضيق، ودائما ضده... هل أعاقب ومحاسب وماذا أعمل لكي احترمه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد سبق وأجبناك على سؤالك المذكور برقم (30742)، وأعيد لك الجواب ثناية:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، قال تعالى في حق الأبوين: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، فتذكر وصية الله بالوالدين يزول ما في نفسك ضده، وتذكر حنوه عليك وتربيته لك في صغرك، فعليك أن تحاول جهدك أن تغير مشاعرك تجاه أبيك، والإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل ما في قلبك من مشاعر نحوه، وأن يبدك غيرها أحسن منها، وأرجو أن يزول الكثير من هذه المشاعر، وأنت بعد ذلك تحاسب على الأفعال لا على المشاعر التي لا تستطيع تغييرها، أسأل الله تعالى أن لا تحرم من بر والدك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.