2008-07-22 • فتوى رقم 30878
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أنا سبق وشرحت لكم عن موقفي بأن لم يكن إلا شاهد واحد وأن الإعلان لأفراد قليلة حدث بأيام مختلفة, وأكدت لي أن زواجي باطل لعدم استيفاء شروطه, وأنه يجب إعادة العقد والبعد عن بعض لأننا أجانب إلا إذا انعقد القران بالطريقة الصحيحة, وكنت قد قلت لك أننا سنعيد العقد, لكن في يوم كتب الكتاب وقبل عقد العقد والنطق فيه, اتصلت بي زوجة العريس الأولى، وهي كانت مختلفة من جديد وزوجها غير مستوفي لأمورها وأمور باقي أولادها، وهي أيضا لا تريد أن يتزوج لا مخالفة للدين بل لأنه زوجها غير عادل بأداء واجباته معها ومع الأبناء، فكيف إن تزوج مرة أخرى، فأنا صارحته وقلت له أنا مستحيل أضع نفسي في مشاكل، وأنا أنصحك أن تأخد بالك من زوجتك وأبنائك وتقدر تضحياتها لأنك إذا كانت أشغالك ألهتك عن أبنائك وزوجتك فكيف لو تزوجت امرأة أخرى.
فاعتذرت له وألغيت موضوع الزواج...فهل يا شيخ أنا مذنبة بأني ما أكملت الزواج؟ ورفضته؟ هو أحبني ولكن أنا لا أستطيع أن أخرب بيت أحد...المجتمع مازال لا يقبل مسألة التعدد، وأنا تعبت بحياتي كثيرا، وأريد زوجا يريحني فالحمد لله ربنا أعطاني الدين والخلق والجمال فربي يعوضني بابن حلال لايوجد من ورائه مشاكل... فهل لو تزوجت إنسانا غيره هل زواجي باطل، يعني بما أنه زواجنا أصلا كان باطلا من غير علم، فهل يجوز لي أن أقبل بزوج غير الزوج الذي عقدي معه كان باطلا؟
أرجو الإسراع بالإجابة لأنه لا أريد أن أصلح الخطأ بالخطأ، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلست بمذنبة برفضك إتمام الزواج، وأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:216].
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، مع التضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
وأسأل الله أن يفرج كربك وكروب المسلمين أجمعين، إنه سميع مجيب.
ولك أن تتزوجي بمن تريدين ممن يحل لك الزواج منه بما أن زواجك من الرجل المذكور لم ينعقد لفقد شروطه، ولكن بعد أن تتركي زوجك مدة العدة، ولا تتزوجي قبل ذلك، ومدة العدة ثلاث حيضات بعد المفارقة للزوج الأول.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.