2008-07-22 • فتوى رقم 30903
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو الإفادة في مسألة دينية للعلم والإحاطة بها.
أخذت قرضا من الهيئة الحكومية التي أعمل بها بضمان وظيفتي وضمان موظف آخر في نفس الهيئة بفوائد، وذلك لإصلاح مياكينة للكهرباء تصليحها مكلف ولا أقدر عليه إلا أن أعمل قرضا من الهيئة الحكومية علما بأن هذه الماكينة هي مصدر رزقي أنا وعائلتي وليس غيرها من مصدر رزق، هل هذا القرض يعتبر اضطراريا؟ وهل هذه الفوائد حرام حتى لو أن هذا القرض داخل في مصدر رزق سوف أربح منه مالا؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا عند خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، ولا أظنك وصلت إلى هذه الحالة، فعليك أن تفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفق لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]، فعليك أن تسارع إلى سداد القرض الربوي كله، وتبذل في ذلك كل وسعك، ولو ببيع شيء مما تملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.