2008-07-22 • فتوى رقم 30914
السلام عليكم فضيلة الشيخ
أنا فتاة لوالدين منفصلين منذ فترة طويلة ولي أب لا يسأل عنا أنا وأمي وأخوتي بل ويعاملنا معاملة سيئة للغاية ليس هو فقط بل ومعه أعمامي وعماتي بالإضافة إلى أنه كلما تقدم أي شخص لخطبتي يقوم بقول كلمات سيئة جدا في حقي، ويقول علي ما ليس بي من أقذر الكلمات وكأنه عدو وليس أبا مما يتسبب فى رسم صورة سيئة في مخيلة الناس عني وإبعاد كل من يحاول التقدم لي... والان يا سيدى تقدم لي خطيب وسنعقد قريبا إن شاء الله... ولي عندك سؤالان:
الأول: هل يجوز ألا أخبر والدي بزواجي مع العلم أنه لو علم سيقوم بفعل أي شيء لإفساد الأمر وإفساد فرحتي أنا وإخوتي.
ثانيا: خلال عقد القران هل يجوز أن يكون الولي عني ووكيلي في العقد خالي الأكبر دون أبي رغم كونه على قيد الحياة؟
أرجوك يا شيخ أن تراعي أن أبي قاسي جدا حتى يخيل لي أحيانا أنه ليس بأب... وجزاك الله كل خير، وأرجوك أن تدعو لي بصالح الأعمال وأن يبارك لي في زواجي ويهدي أبي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الفقهاء مختلفون في اشتراط موافقة الولي في زواج الفتاة العاقلة البالغة، سواء أكانت ثيباً أو بكراً، وقوانين الأحوال الشخصية في العالمين العربي والإسلامي مختلفة بحسب اختلاف الفقهاء في ذلك، فالبعض ومنها مصر يقول لا يشترط الولي في زواج الثيب والبكر إذا كانت بالغة عاقلة رشيدة، ولها أن تزوج نفسها متى بلغت عاقلة بمن تشاء، بشرط أن يكون الزوج مكافئاً لها ومناسباً لها والمهر مهر المثل، وبعضهم يشترط الولي إذا كانت بكراً، والأكثرون على عدم اشتراط الولي إذا كانت ثيباً بالغة، فأنصحك أن تتوسطي أهل المكانة والشأن في إرضاء أبيك وإقناعه بتزويجك، فإن رضي فبها وإلا فلك رفع الأمر للقاضي للبت في الموضوع، وهو يزوجك إن رأى تعنتا من أبيك، ولا أنصحك بالزواج منه بدون ذلك، لما قد يترتب عليه من الضرر، ولو تزوجت منه بدون موافقة الولي ولا القاضي فالزواج محل اختلاف الفقهاء، فمنهم من أجازه ومنهم من أفسده، أسأل الله لك الهداية، وأن ييسر لك الزواج من زوج صالح، وأن يعجل بهداية أبيك إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.