2008-07-22 • فتوى رقم 30915
فضيلة الشيخ، والدي ووالدتي منفصلين من عام 1995 ، ولكنه لم يطلقها حيث إنه كان قد تزوج من أخرى ومكث لفترة دون أن ينفق علينا، وكنا صغارا في مراحل تعليمية مختلفة، وتكفل بنا خالي رحمه الله، وعانينا كثيرا دون أن يشعر هو بنا، وكان يعيش حياته مع الزوجة الأخرى، ومنذ حوالي عام ونصف طلق أبي الزوجة الثانية، وعاد يرجو وصالنا، وكانت صحته قد تدهورت ولا يقوى على العمل ولا يجد مأوى له، المهم أنني أنا وأخوتي استقبلناه وقمنا بالتكفل به وايجاد مسكن إلى حد ما ملائم له، المشكلة الآن أنني أشعر أنني مقصر في حقه رغم أنني لا أجعله يعوز شيئا، فلقد من الله علي أنا وأخوتي بالكثير، ونحيا حياة محمودة، فهل كونه يحيا وحده ويتكفل بأعماله الشخصية من مأكل وغسيل وهكذا فيه إثم علينا، كما أن أمي معترضة تماما على عودته لها، ولا تستطيع أن تنسى ما فعله بها أبي وبنا أيضا وحاولنا مرارا و تكرارا في أوقات اللطف والتذكير بكل الأساليب الدينية معها فتأبى، وتقول إن أردتموه سأترككم وأحيا عند إخوتي (أخوالي) وطبعا هي أهم عندنا من أبي لأنها التي صبرت وربتنا حتى وصلنا إلى ما نحن فيه... فهل على أمي وزر تجاه أبي؟ وهل علينا نحن أيضا وزر؟
جزاك الله خيرا يا شيخنا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحكم بأن تحسنوا لأبيكم قدر إمكانكم وتحاولوا بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، ولا يجب على أمكم قبول أبيكم في بيتها، وعليكم أن تبالغوا في بره وقضاء حوائجه وتفقد أحواله دائما، أسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.