2008-07-24 • فتوى رقم 31033
هل كل الأدعية مستجابة، يعني لي حفيدة عمرها قبل البلوغ، تدعو ليلاً ونهاراً كي تكون رجلا، فهل سيستجيب لها الله، لكي ترتاح وتريحنا؟
أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فدعاء الفتاة بهذا من الاعتداء في الدعاء، وقد نهى اللّه تعالى عن الاعتداء في الدّعاء بقوله: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف:55]، وورد في الحديث: «سيكون قوم يعتدون في الدّعاء» أخرجه ابن ماجه والحاكم.
قال القرطبيّ: المعتدي هو المجاوز للحدّ ومرتكب الحظر، وقد يتفاضل بحسب ما يعتدى فيه، ثمّ قال: والاعتداء في الدّعاء على وجوه : منها الجهر الكثير والصّياح، ومنها أن يدعو أن تكون له منزلة نبيّ، أو يدعو بمحال، ونحو هذا من الشّطط.
قال ابن عابدين: ويحرم سؤال العافية مدى الدّهر، والمستحيلات العاديّة كنزول المائدة، والاستغناء عن التّنفّس في الهواء، أو ثماراً من غير أشجار، كما يحرم الدّعاء بالمغفرة للكفّار.
وعليه فليس لها أن تدعو الله تعالى بتحويل جنسها.
ثم إن دعى العبد الله عز وجل بالمباح إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن استجبت لك فهل كنت تدعوني فيقول: نعم يا رب فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول: نعم يا رب فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال: نعم يا رب فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا وإما أن يكون ادخر له في الآخرة قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه) أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.