2008-08-10 • فتوى رقم 31143
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب عمري 16سنة، قد وصفت أمي بابنة الحرام في لحظة غضب، ولا أجد سبيلا إلى التوبة أو إلى استسماحها، كما أن إخوتي الأكبر مني قليلا يحرضونها دائما ضدي، وزادتهم هذه المشكلة التصاقا وحماسا لجعل أمي تكرهني أشد الكره، والمشكلة لا تكمن في هذ ابل وأني أكدت على أنها ابنة حرام وبالدلائل البادية لذلك، وأن أباها أي جدي قد جمع ثروته الطائلة بالحرام، ويعني (بيني وبينكم) أني أؤمن بذلك، ولكني أأسف على ذلك جدا فما زاد المسألة تعقيدا أنها أحست بأني أتكلم من قلبي إذ كنت غاضبا وشرحت بالتفصيل لها الأمر فياأسفاه على تلك الكلمات ويا حسرتاه إذ أني توقفت عن الصلاة قبل يومين أي منذ الحادثة.
أرجو منكم الرد السريع كما آمل ألا يكون جوابكم جواب المرشد إلى راشد إذ تقولون أن هذا حرام واتق الله أو غيرها مما لم ولن يؤثر في مدى الحياة، فأرجو من حضرتكم إيجاد السبيل والطريق لي لحل المعضلة.
شكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، ولذلك فإنني أنصحك بأن تعتذر من أمك وتحسن إليها قدر إمكانك وتحاول برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)
فعليك أن تسعى في بر أمك وكسب رضاها فأنت الفائز في ذلك ففي بر الوالدين سعادة الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.