2008-08-24 • فتوى رقم 31273
السلام عليكم ورحمة الله
أنا ياشيخ مدخن لسجائر وأعلم أنه مضر بالصحة وإسراف في المال، علما بأني كنت عاصيا لله بشرب الخمر وغيره أسال الله أن يغفر لي، واستطعت أن أقطع كل ذلك خوفا من الله وتوبة بعد وفاة أخي بشهادة يرحمه الله، وقد أثر في كثيرا، وكان سبب توبتي إلى الله، ولم أستطع قطع التدخين علما بأنني حاولت مرارا وتكرارا، وسبب عدم قطعه هو عندما لا أدخن أغضب بشدة لأتفه الأسباب، وأشعر بنقص شديد في الجسم.
انصحني نصيحة خاصه لأعمل بها إن شاء الله، ومالعمل مع الغضب الشديد؟
جزاك الله عنا خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبعض الفقهاء المعاصرين أفتى بحرمة التدخين، والبعض الآخر أفتى بالكراهة، ونص البعض على أنها كراهة تحريمية قريبة من الحرام، وأطلق البعض الكراهة من غير تفصيل.
والراجح عندي أنه مكروه تحريماً لغلبة الضرر فيه غلبة غير مقطوع بها لكل من يدخن، إلا أن يحكم طبيب مسلم عدل على مريض معين بأن التدخين يضره ضرراً بالغاً، فيكون حراماً عليه في هذه الحال لتحقق الضرر.
فعليك أن تجاهد نفسك في ترك هذه السجائر كما تركت غيرها من المعاصي، وتعود نفسك على ذلك شيئا فشيئا، وقد تركها قبلك كثير فلا تيأس من ذلك.
وعليك أن تعالج غضبك بالبعد عن أسباب الغضب والتحكم بالنفس عند الغضب، روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ))، وإليك أمور تعينك على ذلك:
_ الاستعاذة باللّه من الشيطان، قال تعالى: ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأعراف:200) وقوله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:36)، وفي الصّحيح (( أنّ رجلين استبّا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى احمرّ وجه أحدهما فقال صلى الله عليه وسلم: إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرجيم))
_ السكوت: روى أحمد في المسند عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :(( عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ))
_ الوضوء : وهو من أعظم ما يتحرّز به لا سيّما عند ثوران قوّة الغضب والشّهوة فإنّها نار تغلي في خخقلب ابن آدم ، روى أبو داود في السنن قال صلى الله عليه وسلم: (( إنّ الغضب من الشّيطان ، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ))
_ تغيير الهيئة: روى أبو داود في السنن عَنْ أَبِي ذَرٍّ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلا فَلْيَضْطَجِعْ)).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.