2008-08-23 • فتوى رقم 31276
السلام عليكم
يا شيخ: سامحنا إذا أكثرنا عليك الأسئلة، واعلم أنك أول شيخ نسأله عن أمورنا التي لا نعلمها لطاعة الله ورضاه عنا في أمورنا.
أنا أعمل في بلاد الغرب في مخبز، وهناك بعض المحرمات، مثل وضع دهن الخنزير الجاف في العجين، جاهدت في إلغائها في كل العجين إلا واحدة، ولا أعملها أنا، بل إني أبتعد عنها.
علماً بأني أعلم أني إن تركت هذا العمل لا أجد غيره، وحتي إذا وجدت غير هذا العمل سيكون براتب أقل، ولا يكفي للعيش وجمع المال لشراء منزل في بلدنا مثلاً.
ماذا ترى في هذه المسألة، علماً بأني أجتهد دائماً في الابتعاد عن المحرمات في عملي؟
أرشدنا يرحمك الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالخنزير في الإسلام نجس كله، ولا يجوز تناوله ولا بيعه ولا استعمال أي شيء منه، سواء الجلد أو الشعر أو العظم أو اللحم أو الشحم أو الدهن.
والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَجِدُ فِي مَاأُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الأنعام:145]، والرجس في اللغة النجس.
وعليه: فلا يجوز لك أن تقدم أنت بنفسك على إدخال ما فيه مشتقات الخنزير في الخبز أو أي تحضير أي طعام آخر يدخل فيه ما يحرم شرعاً، وإلا فيجب عليك أن تترك هذا العمل وتفتش عن عمل آخر مباح بكل الجدية، وإن كان بأجر أقل؛ لأن هذا العمل محرم، ومن ترك شيئا لله تعالى عوضه الله تعالى خيرا منه.
وإن كنت لا تفعل ذلك أنت بنفسك ولا تقدم ما فيه المحرم للزبائن بنفسك فالأفضل لك ترك العمل في هذا المخبز، ولا يجب عليك تركه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.