2008-08-28 • فتوى رقم 31401
أفيدوني، بارك الله فيكم.
رجل أعزب وامرأة اختليا ببعضهما، أدخلت المرأة ذكر الرجل في فرجها دون أن يشعر ودون رغبته للحظات، وقد طلب منها قبل ذلك أن لا تفعل وأكد عليها ذلك، ولم يعلم بذلك إلا بعد أن أخبرته هي، ما عليه؟
أثابكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلاه هذان من عظيم المعاصي التي حرمها الله تعالى، فعليهما التوبة من ذلك فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، والله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن يبتعدا عن بعضهما نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وأرجو أن يوفقا لذلك كله.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليهما قطع أي صلة بينهما قبل عقد الزواج، وبعد العقد الشرعي يحل لكما ما يحل للزوجين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.