2008-08-31 • فتوى رقم 31447
أمي وأبي عملا مشاكل مع أخي المتزوج وقاطعاه، وهو مخلف للتو، وبالتبعية الغضب تحول علي، وحصلت مشاكل كثيرة معهم بسبب أنهم لا يرغبون أن يتمموا زواجي من خطيبتي بحجج كتيرة، فأتجهت أني أعتمد على نفسي في كل حاجة، من مأكل ومشرب وإتمام الزواج، وكتبت كتابي فقط قلت لهم إني سأكتب كتابي وستأتزوج، ودخلت جمعيات مع أناس، وأخدت قرضاً من البنك، ولا يوجد تعامل بينا وبين بعض؛ لأنهم رفضوا وساطة أي أحد، وكل ذلك بسبب أخي ومن أجل مشاكله هو وامرأته معهم، وهو لا يريد أن يقف بجانبي في أي حاجة.
أنا سأتزوج وأنفصل وأعيش في حالي، ما رأيكم في هذه المشكلة العويصة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما صدر من الأبوين في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب.
ولذلك فإنني أنصحك وأخوك بأن تحسنوا لوالديكم قدر إمكانكما، وتحاولوا أن تستلطفوهما وتسترضونهما بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بكم ضرراً، قال تعالى في حق الأبوين: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [العنكبوت:8].
وأسأل الله تعالى أن توفقا لذلك، وأن تزيدا في بركما بوالديكما، وأن يعيناكما هم على ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.